الفايسبوك والصيف-
كل الوافدين على العالم الأزرق الافتراضي، يؤثثونه بزياراتهم الصيفية للعالم الأزرق الحقيقي..
يأخذون استراحة من ملل..
ويستعرضون بهاء لحظتهم واسمرار بشرتهم في صور..
أتمنى أن لا يكونوا مثل جارتي المراهقة المقابلة لشرفتي..
تأخذ السمرة من سطح بيتهم، لتتحدث في الهاتف بصوت مرتفع إلى صديقاتها، أنها على شاطئ الأحلام!!.
لم تترك لي إلا ابتسامة وحسدا، لهمها الكبير في الحياة..
الكل يجول ويصول..
يوزع الصور هنا وهناك..
جيراني يستعرضون ملابس سباحتهم على حبل الغسيل..
وأنا في شرفتي وحدي..
أمج سيجارة فقر سياحي كاسحة لانتظاري وهباء أيامي..
كل الأيام متشابهة..
كلها آحاد...
إلا الجمعة!.
أعرفها بالصلاة وسورة الكهف ورائحة الكسكس!!.
لم أغادر مكاني ..
ما زرت بحرا ..
ولا امتطيت موجا ولو كذبا، لآخذ صورة تغيظ رواد العالم الاِفتراضي!!.
ولا زرت مدينة الملاهي...
لأني لم أشأ أن أقض مضجعك..
أعرف أنها عطلتك الفراغاتية لتتسكع في أوردتي..
وتضع أعلامك على قمتي الافرستية القلبية، لتعلن احتلالا يتجدد صيفا وراء صيف..
فتكمل رحلتك لتزور باقي القلاع..
تحقن داخل جبيني بهرمون تذكرك..وكأني نسيتك؟!.
تمضي السنة، وأنا أجتر ببؤس ذكراك..
تعمدتَ اختيار التوقيت الصيفي لتركي..
ضبطت ساعة رحيلك على عطلتي، لتشمها بالفجيعة والحزن ..
تعرف أني أضعف من أن أقاوم..
عليك التب!..
سأكسر قبضتي المتوترة في غرورك!.
هيت لي!.
رفقا !!.
إنه في منعرج الضلع الأعوج الذي خرجت منه..
يزوره، ينظفه ، يذكرني أني منه وإليه..
رفقا..!
سأجلس مستوية جدا، وبهدوء جدا..
كي لا أسحقك.. !!.
عطلتي أمضيتها في الرحيل خلفك داخلي.. زادي فوطتي أمسح بها عرق تجوالك في أحشائي..
إهدأ إنه منتصف الليل.. موعد نومك..
سأفتح عيوني كي أحرسك..
سأخفف من حدة التيار الزاحف لرئتي، كي لا أوقظك!.
أنت عملي.. وعطلتي..
لا أعرف كيف سأصورك، لأتبجح على الفايسبوك برحلاتك السياحية في شراييني!!.
لا نصيحة عندي، فهذه مغفلة من نوع ميؤوس منه!!.
حسنية الدرقاوي
من مجموعتي القصصية "ثرثرة فوق الغضب"