*** صباح ***
على أعتاب الصباح تتراءى لي من حنايا البعد حلة قشيبة يمتزج فيها شوق دافق بإلهام منشور التأثير و الأثر ، قد ذابت في تفاصيلها كل دواعي العشق و الجنون ، و أثر الحلم لا زال في قلبي لم يبرح مكانه في ركن معزول يذكرني بخلجات روح عشتها لحظة بلحظة في حضن بهيج و أنا أعد االيالي كل ليلة و أرتب دمعها في خزانة الذكريات ، و أبادل نفسي أطراف التوق ساعيا بين الحزن و الفرح تارة و بين الرجاء و الإبتسام تارة أخرى ، أوزع أحرف قصتي على صفحات بريئة من دفتر قديم ملقى على درب المولعين.
هو الصباح و الفكرة كنعانية التجرد عربية التجسد في وجدان خفيف الهوى بريء التعلق و الحنين ، و العاشق كادح على سمت الإخلاص يحبو فتيا ، متخذا من شعر يافع في ريعان القصيد لباسا يقيه بلوى الجفاء و الصمت ، و من كل قصيدة ينسج قصيدتان ، الوزن بالوزن و البحر بالبحر بحران ، و من كل كلمة كلمتان ، الحرف بالحرف حرفان ، تاريخ و مجد و عرفان و أطلال تلقي التحايا ، و حسن يفتن البصيرة و الأبصار كله يتجلى في عين عذراء من بنات كنعان ، لا الخليل كفى مدحها كروما و دوالي ، و لا الجليل مسح دمعها ببركة الليالي ، أريحية الحضور غزاوية الغياب ، أكاد أراها كلما هذت الحياة باسمها كعذراء الحدث العظيم تكنس البيت صغيرة و الساحة مقدسية ...
## الطيب عامر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق