الأربعاء، 26 يوليو 2017

الشاعر ،، خالد التميمي

الورده البيضاء ( قصة واقعية حدثت في أحدی مدن القريبة من كيف في أوكرانيا)

مرت سنوات دراستي في روسيا بسرعة، و
ها أنا ألملم حقائبي لأعود إلى أرض الوطن لأشتغل هناك.
صار الحنين يعزف بأوتار قلبي، وأريج أيام الدراسة يداعب حنايا روحي، تنحدر دموعي غصبا عني، فأجري بسرعة إلى حاسوبي، فاتحا الفايسبوک وأظل أتجول بین صفحات أصدقائي أطمئن علیهم
كنت أترقب بلهفة رسالتك...إني معجبة بحرفك السامق المفعم بالإحساس...
مرت الأيام وصارت محادثاتنا یومیة…  أصبحت أرغب في معرفة المزيد عنها…  فشيء ما يجذبني لها بشدةفي نفس التوقيت، أرسلت لي صورة غريبة، ذهلت ولم أفهم غاويتها من ذلك...
وبعدها إتصلت بي عبر الفيديو...
ترددت قليلا ثم فتحت
أحسست أن الكون توقف...
وأزداد ذهولي!!
فوجئت وتسمرت في مكاني دون أن أنطق بحرفهاهي صديقتي جالسة حذو حاسوبها، ومن وقت لآخر تحرك كرسيها... يا إلهي إنها مقعدة...
لم أجرؤ أن أسألها...
وشحذت أبتسامة كي لا تشعر بنقص...
تنهدت ماسحة دموعها...
أنا يا صديقي وحيدة أصارع الإعاقة والألم النفسي ،كان والدي يمتلك متجرا ضخما، يساعده أخي الصغير وأمي...
أما أنا وأختي كنا نقضي أوقاتنا في البيت بين ترتيب و طبخ ومشاهدة التلفاز..وكنت مغرمة جدا بالبستنة فأقضي معظم أوقاتي بين الأزهار...
أبتسمت ثم واصلت حديثها:  تلك الزهرة البيضاء التي كنت أرسلها لك هي من حديقتنا...ذات قهر، تعالت أصوات الطائرات والانفجارات...أصابنا الهلع...أتصلنا مرارا بوالدي لكن الخط منفصل.
أزدادت حيرتنا وتجردنا من الخوف راكضين نحو المتجر.
يا للفاجعة!!! أين أختفت المباني؟ هاقد تحول متجرنا إلى ركام...هذا وجه أخي ملطخ بالدماء وأشلاء هنا و هناك صحنا، صرخنا، حاولنا هباء أنقاذهم...
نار محرقة أكتسحت الروح...لم أعد أع شيئا.
أزداد القصف فهربنا نحو مكان آخر...لكن الأنفجار كان أمامنا ...أحسست بتجمد أطرافي...حاولت أن أنهض لكني فشلت...أستنجدت بأختي فلم تجبني...
ها أنا يا صديقي، يتيمة، مقعدة، وحيدة...
لذلك أراسلك بأستمرار وأجد في حروفك جمالا يبعدني قليلا عن مأساتي.
أحسست بنار تلتهم روحي، ودمع ينزف المآقي
تظاهرت بالصمود وقلبي ينوح بصمت...
أنت قطعة مني صديقتي لن أتركك وسأظل أترقب كل يوم زهرة بيضاء جديدة...

بقلم خالد حفظي التميمي / العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق